الحياة الزوجية ... إختلافات

<img src="الحياة-الزوجية.jpg " alt=" االحياة الزوجية ... إختلافات" />

تقوم الحياة الزوجية – الطبيعية – أساسا ً بين المختلفين , فطرفاها ذكر وأنثى , وبالتالي أعتقد أن من يقول إن الإختلافات بين الزوج والزوجة , تؤدي إلى نقض الحياة الزوجية , هو مخطئ.

فقد قال المهاتما غاندي : "الإختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء , وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء" , فالاختلاف سنة من سنن الحياة والاختلاف فى الطبع ,وجهات النظر ,العادات والسمات الشخصية للزوجين امر طبيعى ولكن يجب ان يتعلم الزوجان الاتفاق رغم هذه الاختلافات , ومن هنا يأتي دور الزوجين لكي يلعبوا لعبة "إدارة الإختلافات" , لتبقى حياتهم الزوجية مستقرة.

الحياة الزوجية السوية لا بد ان تكون قائمة على التكامل – القائم على الإختلاف - بين الزوج والزوجة، فما يفتقده الزوج يتوفر في الزوجة، والعكس صحيح حتى يتم بلوغ السعادة في الحياة الزوجية.

وقد تكون الإختلافات بين الزوجين في أي شئ , مثل الإنتماء السياسي , أو الرياضي , أو الديني , أو الوطني , أو في اللغة , أو الثقافة , أو المستوى العلمي , أو في الهوايات , أو المهارات , أو في العلاقات الإجتماعية , أو العمل , أو العمر , أو نوعية الشخصية وغيرها.

وتمر إدارة الإختلافات بمراحل , يجب أن يدركها الزوجين , وهي كما يلي :
المرحلة الأولى : التكوين
وفيها يتم تكوين أسئلة حول ما هي إختلفاتنا ؟ , وما هي حدودها ؟ , وكيفية يمكننا كزوجين من الإستفادة من هذه الإختلافات ؟ , ثم تكوين حياة نموذجية بناء على الإجابات , ويكون الهدف المشترك الواضح من هذا , هو إيجاد طريق للحب , وسط هذه الإختلافات.

المرحلة الثانية : العصف
وتأتي هذه المرحلة أثناء محاولة الزوجين تحقيق ما تم في مرحلة التكوين , وهنا سيواجهون ببعض الإخفاق , فيظهر القلق , ويكون هناك صراع على قيادة الحياة الزوجية , بين الزوجين , وكل منهم يعتقد أنه قادر على الوصول بها إلى بر الأمان , ويكون هذا نتيجة قلة الصبر على تحقيق نتائج مرحلة التكوين , وهنا تظهر الإختلافات بشدة.

المرحلة الثالثة : مرحلة الإستواء
وبعد الإرهاق الذي سيصيب الزوجين خلال مرحلة العصف , سيصل كليهما إلى حقيقة أنهما لكي ينجحا يجب أن يتشاركا معا ً على الرغم من إختلافاتهما , فيقوما بتوزيع الادوار داخل الحياة الزوجية , فتنشأ علاقات متوازنة داخل الحياة الزوجية , في إطار نظام واضح.

المرحلة الرابعة : الأداء العالي
ونتيجة لإزدهار الحياة الزوجية في مرحلة الإستواء , ويزيد التعاضد بين الزوجين وتنضج علاقتهما , ويحدث التوازن بين قوى الإستقلالية في شخصية كل زوج , وبين قوى الجماعية التي تعمل على التوافق في الأداء الحياتي , فنحصل إلى حياة زوجية سعيدة.

بقلم : سمية على