كوني له ... "قطة"

إذا كنت تقلقين من أن مرور الأيام في حياتك الزوجية , وفقدان شريك حياتك لـ "زهوة" بداية الزواج, بما قد يؤدي إلى التباعد بينكما , وعندما لا نعرفين لذلك سببا ً , وتريدين أن يعود شريكك , ويكون في أنتظارك , لتسترجعا السعادة والهناء , وترجين أن تبعدي على رمال المشاكل الزوجية المتحركة , فلا تغرقين فيها , وتضيع حياتك التي كنت تنشدين , وحل هذا كله بسيط , ومن الطبيعة , بل أن الحل تسمعينه كثيرا ً , وهو كوني له ... "قطة".

ولا يستدرجك هذا العنوان إلى تلك الأفكار التقليدية السلبية عن صورة "القطة" في المعارف الشعبية , فعلى العكس من ذلك كما سيتضح في السطور التالية , فإن المرأة "القطة" ستنجح في تجاوز المشاكل الزوجية , وسيكون لها "سبعة" أرواح تسطيع أن تستعين بها في ردع قوى خراب بيت الأسرة , لأنها ستكون بصفاتها "وتد" تلك الأسرة وعينها الحارسة.

القِطّةُ , كما يعرفها موقع ويكيبيديا , حَيَوانٌ مُدلَّلٌ لطيفٌ هادئٌ ونظيفٌ. بإمكانِ القِطّةِ أن تَعتَني بنفسِها لكنّها تظلُّ بحاجةٍ إلى رعايةِ أصحابِها , يَنبَغي تَدريبُ القِطَطِ الصَّغيرةِ بحيث تَعتادُ البَشَرَ وتَكتسِبُ عاداتٍ منزليّةٍ حَسَنةٍ. ويَطيبُ للقِطَطِ أن يُربِّتَ أصحابُها على فَرْوِها , معروفة بحبها للعب,و هذا السلوك لدى القطط يحاكي عملية الصيد وهو مهم لمساعدة القطط الصغيرة على تعلم مطاردة الفريسة و التقاطها وقتلها. وايضا تشارك القطة في اللعب بالمشاجرة سويا مع بعضها البعض أو مع الإنسان , وهذا السلوك قد يكون طريقة لكي تطور القطة من مهاراتها المحتاجة في معركة ماء , والقطة حيوان لطيفة جداً فهي تحب اللعب والمرح ويمكن للقطة أن تفهم الإنسان مع وقت من التدريب.

تعلمي أن تكوني "قطة" , وتمرسي على لغة العيون , فالقطة في عينها سحر غريب ومريب , يكفي أن تحدق في من أمامها لينتابه الرعب , أو يتألق بالإعجاب ويقع في الحب ، فالنظرة قد تفوق المخالب فى التأثير ، فإذا كان هناك من يحاول خداعك أو الانتقاص من شأنك فستكفيه نظرة أن تعلمين ما يخطط له ، تلك النظرة النارية تحمل الكثير من الوعيد والتهديد تكفي، وقد أعذر من أنذر وبعد ذلك يكون هو الجاني على نفسه , وبهذا سيحترم شريكك شخصيتك التي تنذر قبل العقاب , والتي تعطي فسحة للتوبة , وتعمل على ضمان عدم إهانتها في صمت , وبدون "شوشرة".

مثل القطة كوني غامضة وهادئة , فليس مطلوباً منكِ أن تقدمي كشف حساب بأفكارك أو أحاسيسك لأي شخص أيا كان دون رغبتك، وارسمي دائماً ابتسامه غامضة، وانصرفي في هدوء من دون ان تعيري اى سؤال لم يعجبك أى اهتمام , وعلى شريكك إن كان مهتما ً أن يعمل جاهدا ً على دفعك بالحب على البوح بمكنونات نفسك , ولكل مجتهد نصيب , وليعلم أنك شخص ينتظر دائما ً الإهتمام لكي تكوني منفتحة القلب له.

كوني مستقلة ، وتتمتعي بالإكتفاء الذاتي , وتحلي بالرضا حتى بدون الآخرين , وعالجي تقلبات المزاج , فأنت بين السحب أحياناً , وترين في الضوء الخافت في أحيان أخرى , وبذلك تصلين إلى إستقرار القطة , ووتوصلين إلى أسرة مستقرة , رغم عنف أعاصير الحياة , هذا يزيدك بهاءا ً في عين شريكك , فتكوني على دفة سفينة حياتكما , إلى جانبه وليس خلفه , فيطمئن أن له "ظهر" منه , قادر على محاربة كل متاعب الحياة معه.

تمرسي متي تظهرين مخالبك , وهذا من أهم صفات القطة , فإن معرفة توقيت إظهار المخالب , أو الوجه الآخر للأنوثة أمر مهم فى علاقتك الإنسانية والعاطفية ، فإذا تسرعت في ذلك كنت "هوجاء" مثل الرياح , فتتكسر سفينة حياتك بفعلك , على صخور المشاكل الزوجية , وإن تأخرت أخذت صورة الضعيفة التي لا تستطيع الدفاع عن حقوقها , فيزيد طمع شريكها فيها , فتنهار حياتك نتيجة إستهانة الزوج بك , لذلك كوني قطة وجهزي مخالبك سراً لتكون جاهزة عند الطلب، وعندها لا تترددى فى إنشابها , حتى يعرف الناس نعمة كونك هادئة رقيقة ويحسبوا لغضبك ألف حساب.

تعلمي أن تقولي كلمة "لا" , لا تغيري كل نظام حياتك بناء علي أمر وطلب منهما، وأخبري شريكك بأحوالك التي من أجلها ترفضين شئ ما , ناقشيه أفهميه , وسيحترمك شريكك أكثر مما لو قلت "نعم" علي طول الخط , فالقطة لا تطيع الأوامر دائما , لذلك إذا طلبت منها أن تلعب معك فانها ستتركك وتذهب بعيداً، ولا يعني هذا أن تزدرى وتستخف بأي شخص، ولكنها لها أحلام وآمال وخطط , يجب أن نحترمها , نناقشها , نفهمها.

إعرضي عن المخادعين , حتى لو كان شريكك , فإذا أحسست بأن من حولك بدؤوا في الكذب والخداع ، علميهم درساً قاسياً وذلك عن طريق الابتعاد عنهم من دون ان تنطقي بكلمة واحدة , فالقطة لا تطيق المخادعين , حتى لو داعبوها , لأنها أكثر تميزا من أن تعيش في حياة خداع , مهما كان ما يعرض عليها في هذه الحياة .

إتبعي مبدأ "إن لبدنك عليك حقاً" , فخصصي وقتاً للراحة , وإغلقي عينيكى ولا تفكري في أي شيئ , فالحياة كلها تعب، والراحة هي التي ستشحنك بالطاقة لانجاز أعمالك بعد ذلك , كما القطة لا تنتظر الإذن من أحد بالاسترخاء والإستكانة , فهي ترتاح بنفسها متى تحب , ولا يجرأ أن يقول أحد أنها كسولة.

حاولي الاعتماد على نفسك أولا ً , إذا وجدتي نفسك فى مأزق ، وثقي ن أمكانياتك وطاقاتك كفيلة بالخروج منها، فجربى بنفسك أولاً ثم الجأى إلي الآخرين , فالقطة تقع دائماً على قدميها , فهذا يعزز ثقتك بنفسك , بما يعمل على زيادة قدراتك في حل مشاكلك الزوجية أولا ً في صمت , فالبيوت أسرار.

بقلم : سمية علي