لاشك ان الطلاق او انفصال الزوج والزوجة يكون فيه العديد من السلبيات التي تدمر كلا من الطرفين وكذلك به العديد من الايجابيات فهو في بعض الحالات يعد يد الرحمه والنجاه التي يراها الشريكين او علي الاقل احد طرفي العلاقة وعندما تنتهي تكون هذه الكلمة هي الكلمة الوحيدة التي تحقق الراحه وتجعلهم يتنفسوا الصعداء ولكن من يضيع في كل هذا المسلسل الملقب بحياه زوجية غير ناجحة "الابناء" .

فتأثير انفصال الزوجين علي الأبناء‏ يؤدي الي ظهور الكثير من الاعراض علي ابنائهم منها الخوف والقلق والاكتئاب والشعور بالذنب‏,‏ لاعتقادهم أن الطلاق قد يكون بسببهم او بسبب خطأ ما ارتكبوه‏..‏ هذا التأثير يتفاوت بين الاطفال ويتوقف علي للعديد من العوامل نذكر منها :-

* المرحلة العمرية للطفل ،الظروف النفسية المحيطة به، درجة تعلق الطفل بأحد الابوين ‏. وفي هذه الحاله و عند اتخاذ قرار الانفصال لابد من مراعاة العديد من الاشياء لاخبار الابناء بضرورته والاسباب الصحيحه له والتي مهما تعددت تتلخص في صعوبه استمراريه العلاقه بين شخصين وان الابناء ليس لهم اي علاقه بما يحدث بين الزوج والزوجة من مشاكل وخلافات بالعكس هم السبب الوحيد لتقويه هذه العلاقه .

وفي بعض الحالات يكون الطلاق هو اليد الرحيمه التي تنقذ الابناء من الصراع النفسي الذي يعيشونه في ظل أم وأب غير متفاهمين مما يؤثر على حالتهم النفسية، الاجتماعية والدراسية فالطلاق في هذه الحاله قد يعيد للأبناء الاستقرار في ظل وجودهم مع طرف واحد قد يكون الأم أو الأب .

ويظهر علي الطفل العديد من الظواهر المصاحبه لمجرد شعوره بحدوث الانفصال او مقدماته منها (تختلف هذه الظواهر من طفل لاخر حسب المرحله العمرية) ونذكر منها علي سبيل المثال :-

1- الخوف والقلق الدائم وفي بعض الحالات يصل الي الاكتئاب .

2- الخجل والصمت الشديد وفي بعض الحالات ممكن ان يصل الي عدم الرغبه في التفاعل مع الاخرين .

3- انعدام الثقه في كل من يحاول التقرب منه لانه يشعر انه في يوم سوف يفقده .

4- التأخر الدراسي او التغير في المستوي الدراسي المعهود .

وهذه جزء وليس كل من الاعراض التي ممكن ان تصيب الطفل عند شعوره بفقدان اهم الاشخاص في حياته كما ان الطفل اذا شعر بالاهمال من قبل احد الابوين بسبب انشغال كل منهما بمشاغلهم الشخصية واندماجهم في المشاكل والخلافات والمشاجرات يلجأ الطفل الي اسلوب جذب الانتباه وممكن ان يقوم باي فعل غير لائق وحتي ممكن ان يصل الي ارتكاب الجرائم فقط ليقوم بجذب انتباه والديه ورغبة منه في محاولة جمعهم مره اخري ومن اول هذه التصرفات والتي سريعاً ما نلاحظها هو التأخر الدراسي و الرسوب في الامتحانات لا شك ان هذا التفكك الاسري و دخول الطفل في المشاجرات الدائمه بين الاب والام والصراع النفسي الدائم الذي يعيشه كل يوم واهتزاز احترامه لاي من الطرفين او كلاهما يجعله غير قادر علي استيعاب اي شئ ويلجأ الي عدم التفاعل والانفراد وحتي عدم الرغبه في المزاكرة والاهتمام بدروسة كالمعتاد ولذلك اقدم لكم بعض الحلول لتفادي حدوث مثل هذه المشاكل مع طفلك :-

1- تفادي ان يحدث اي خلاف امام الطفل وخاصة منذ صغر سنه .

2- اذا حدث اي خلاف احرصوا علي تجنب الاطفال سماع الشتائم والسباب او مشاهده ضرب احد الوالدين للاخر .

3- لو تم اتخاذ قرار الطلاق لابد ان تجلسوا مع الاطفال وتحاولوا ايصال المعلومه بشكل لائق لا يجعل الطفل يشعر بانه السبب في كل هذا .

4- اكدوا علي الابناء انهم ابنائكم وكل هذا لمصلحتهم ولن يتغير اي شئ .

5- اختاروا معاد مناسب لنفسية ابنائكم ولا تختاروا وقت مثل قبل الامتحانات وفي وقت يكون الطفل محتاج لكامل تركيزكم وانتباهكم له .

6- لا تتجعل الطفل يتحامل علي طرف لمصلحة طرف فالطفل من حقه ان يهنأ بأب وأم يحترم كل منهما الاخر.

7- لا تدخلوا الاطفال في مشاكلكم لان بمنتهي البساطة هذه مشاكل بعيده وكبيره عن سنهم ولها العديد من الابعاد التي لم ولن يستوعبوها .

8- حاولوا ان تجعلوا الطفل يشعر بامان في جميع الاحوال .

9- احرصوا علي احترام بعضكم الاخر امام ابنائكم .

10- الحرص علي حضور المناسبات الاجتماعية كعائله واحده .

وفي النهاية ان ابغض الحلال عند الله الطلاق وبالتالي اجعلوا خطوة الانفصال هي الخطوة الاخيره عندما ينعدم التفاهم بينكم وتنتهي الحياة ولا تجعلوها خطوة سهله فهذا يدمر نفسية الطفل و ايضا لتفادي كل هذا برجاء اختيار الشريك علي اسس ومعايبر سليمة ولا تتسرعوا في خطوة الزواج ولابد قبل البدأ في اي اجراءات معرفة ان هذا سيكون اب لابناءك وهذه ستكون ام لاولادك فاحرصوا واصبروا وانتقوا الانسان المناسب لكم او بمعني اخر اذا تم الزواج وكان هناك ابناء ابذلوا كل المجهود لتكون انت الشخص المناسب لها وهي الشخص المناسب لك لان من يضيع اذا فشلت الحياة الزوجيه بينكم هم الابناء فكل شخص منكما ممكن بعد الطلاق أن يبدأ حياة جديدة ولكن البناء لن ينسوا ابداً اسم والدهم او والدتهم ونتمني لكم حياة زوجية سعيدة بعيدة عن اي مشاكل وبعيدة عن الانفصال .

بقلم " هاجر عيسى "