الزواج شركة إجتماعية , تقوم على التشاركية , وهذا لا ينفي إستقلالية كل شريك تجاه الآخر , أمر مفهوم من الناحية القانونية , وتنفيذه على أرض الواقع جد نجاح , ولهذا يجب عليكما , وقبل الزواج التخطيط لحياتكما المستقبلية , ومن ذلك التخطيط بخصوص الإنجاب.

وبناء على هذا فإن التخطيط المسبق للإنجاب , سواء أكان للوقت المناسب للإنجاب أو كيفية الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة أو لعدد الأطفال المرغوب بإنجابهم، أو إعداد الخطط الكفيلة بتجاوز أي صعاب مقبلة محتملة كفيل بأن يوصل سفينة الأسرة إلى بر الأمان ويجنبها المشاكل والعقبات ويهيئ لكما أفضل الفرص لإنجاب وليد متمتع بالصحة.

فما أن يبصر الطفل الأول النور حتى تبدأ مرحلة جديدة في حياتكما تشعران فيها بالمسؤولية الكبيرة المشتركة، ويبدأ نمط حياتكما بالتغير فتبدأ التجهيزات المختلفة لقدوم الضيف المقيم الجديد؛ ابتداء بالملابس ومكان نومه وطعامه، وهذه أمور تربك غير المستعد، لكنها سهلة على المتحضر الجيد، إذن لا بد من التخطيط المسبق قبل إنجاب هذا الطفل، والاستعداد لاستقباله من النواحي النفسية والمعرفية والمادية كافة.

ويفضل وجود فترة زمنية فاصلة بين حمل وآخر؛ لأن هناك فائدة لا تخفى على أحد للمباعدة، ونجملها بما يلي:
• تحافظ على صحة الأم والطفل.
• تقلل من خطر حدوث وفيات الأجنة ووفيات الولادة ومضاعفات الحمل المتكرر ووفيات الأمهات نتيجة الأحمال الخطرة.
• تقلل من مخاطر نقص وزن المولود.
• فرصة للأم حتى تستعيد عافيتها ووضعها الفسيولوجي وتصبح قادرة على حمل جديد.
• تسمح للمولود أن ينال حقه من الرعاية الصحية والعاطفية.
• تحسين نوعية الحياة على المدى القريب والبعيد عن طريق تخفيف الأعباء الجسدية والنفسية الناتجة عن أطفال متقاربين في السن لأمهات صغيرات في السن أو لأمهات في سن متأخرة.
• تزيد من العناية التي يتلقاها المولود الأول.
• تساهم في إقامة علاقة جنسية متوازنة بين الزوجين وتشعرهم بالأمان بعدم إمكانية حدوث حمل غير مخطط له.

فجميعنا نعرف، أنّ تربية طفل ليست بالأمر السهل على الإطلاق، خصوصًا في عالم اليوم ، كونها تحتاج الى الكثير من التضحية والعطاء والإخلاص وتحمّل ما يكفي من المسؤوليّة، كما أنّ الطفل يحتاج الى رعاية وعناية فائقة. من هذا المنطلق، عليكما الحذر في اتخاذ قرار بالانجاب ، وبالتالي مناقشة الموضوع من كافة ومختلف الجوانب منها الماديّة والاجتماعيّة وما الى ذلك , قبل الزواج.

وإعلما أنّ قرار الدخول في الحمل والإنجاب، هو متغيّر بين العائلات والأزواج، ولا توجد قاعدة واحدة تطبّق على الجميع.

بقلم : سمية على