قبيل العيد وأثنائه وبعده , تتنازع المرأة حالتان متناقضتان , الحالة الأولى إحساس من الإرهاق العصبي والوجداني والجسماني والضغط العصبي , نتيجة ذلك المجهود الكبير للتحضير لفعاليات العيد , وأثناء تلك الفعاليات , والحالة الثانية إحساس روحاني , نتيجة ذلك الوجد النفسي بالعيد نفسه.

ولذلك يجب على المرأة أن تعمل خلال هذه الأيام المباركة في إتجاهين , الأول التخلص من تلك الأحاسيس السلبية مثل الإرهاق والضغط العصبي , والثاني أن يعكس صورتها الخارجية تلك الأحاسيس الإيجابية الناتجة عن روحانية العيد.

لهذا أنصحك بالـ "دلكا" , والـ "دلكا" هي من أهم طقوس المرأة النوبية والسودانية لإظهار جمالها , وإعطائها هالة طبيعية من البهاء , وسبب تسميتها "دلكا" لأن المرأة تدلك بها جسمها بالكامل , وبذلك تكون الـ "دلكا" طريقة ساحرة من التراث القديم , كما أنها طريقة للمراة فقط , ولا يشاركها الرجل في إستخدامها.

وتعمل الـ "دلكا" بمهمتها في إبراز جمالك من خلال أنها تقوم بإزلة طبقات الجلد الميتة , كما تقوم بتفتيح لون البشرة وتوحيد لونه , وتعطي للجسم لمعة رائعة , كما تكسب البشرة النعومة والنضارة , و تؤخر من ظهور الشعر في الجسم وذلك نتيجة لطريقة استخدامها , وتعمل على تنشيط الدورة الدموية , ولذلك فإنها ,صحية جدا , و تساعد علي شد عضلات الجسم لذلك فهى تزيل الترهلات , وأخيرا ً وليس أخرا ً تعطي لبشرة جسمك اللون الوردى ،وبذلك تقضى تماما على لون البشرة الباهتة .

وإستخدام البخار أثناء الـ "دلكا" يعطي إحساس للراحة للمرأة , وتنفيس عن تلك الضغوط المتراكمة عليها , وتنظيف للبشرة , تلقائي وعميق.

وعملية التدليك المتكررة خلال الـ "دلكا" , و خصوصا في المناطق التي يتركز عليها الكثير من المجهود اليومي يستخرج تشنجها و يساعدها على الاسترخاء , والتمدد الذي يصاحب التدليك يجعلها تقوم بارسال سيال عصبي للدماغ , يخبره بالارتياح وبالتالي تسيطر الراحة على نفسيتك وتفكيرك , وتجدك لا إراديا ً تبتسمين , بسبب الشعور الرائع الذي ستعيشنه لحظتها.

وتتكون المواد المستخدمة في الـ "دلكا" من عدد من الحبوب والزيوت الطبيعية المفيدة للبشرة، يتم طحنها وخلطها جيدا ً، وهي نوعان دلكة بيضاء، وأخرى سوداء، وكل منها لها طريقتها الخاصة في الصنع، وعملها يختلف عن الأخرى، فالبيضاء مثلا تنعم وتبيض الجسم، ولها رائحة تميزها منها "دلكا" المحلب و"دلكا" الذرة و"دلكا" البرتقال" ، لكن الدلكة السوداء يدخل في مكوناتها البخور السوداني ، والذي يساهم بشكل كبير في تبييض المناطق الداكنة في الجسم.

وهكذا وبعد إستخدامك الـ "دلكا" سترين – بشكل مباشر – نتاج أحاسيسك الإيجابية في المرآة وعيون الآخرين , كما ستختفي تماما تلك الأحاسيس السلبية تحت طبقات من بهائك اللامع , ولكن لكي يتم ذلك لابد أن تتأكدي من أن تتم الـ "دلكا" على يد خبيرة , وذلك حتى تأتي بنتائجها بصورة سليمة .

ولا تنسي عزيزتي , أن تكوني في كل عيد بخير .
بقلم: سمية على