كوني حرة مستقلة ... وساندها في ذلك

<img src=" 157423937.jpg " alt=" كوني حرة مستقلة  ... وساندها في ذلك" />

يوجد جدل تاريخي كبير , حول حرية المرأة , كما يوكد جل أكبر هو إستقلاليتها , وهذا الذي أنشأت له الجمعيات النسوية , وظهر من أجل نشطاء وناشطات حقوق المرأة , الذين عملوا جاهدين على وضع صورة ذهنية لهذه الحرية وذلك الإستقلال , ولكن مازال هناك من يحاول أن يميع تلك الصورة , لتذوب ألوانها ما بين التزمت وعدم المسئولية.

وأنتي الآن في طريقك للزواج , الطريق للإنضمام لشراكة إجتماعية مع زوج المستقبل , وجميع المحيط الإجتماعي الخاص به , وتتوسع دائرة علاقاتك الإجتماعية بذه الخطوة , فلكي تنجح جياتك الزوجي – وهذا رأيي – فيجب أن تكوني حرة مستقلة.

والحرية في معناها الإنساني هي امتلاك الذات، أي أن نكون ما نحن عليه أو ما يجب أن نكون. فمتى ما فقد الإنسان حريته ينقلب إلى تابعٍ، إلى عبد. وبالتالي يفقد طاقته العظيمة لتحقيق الإبداع والخلق. إذ ليس هناك تطور وازدهار شخصي أو جماعي من دون الحرية. هذه التي قال الكثير من اخوتنا أنها ليست تهوراً أو انفلاتاً أو عصياناً أو ترخيصاً للمرء ليفعل ما يشاء إنما هي التزام ومسؤولية.

أما الاستقلالية فهي فسح المجال للشخص حتى يحس فعلاً بوجود الحرية نوعاً ما , ففكرياً هي عدم "الخضوع" لأفكار الغير والقبول بها دون قناعة شخصية, فلكل شخص مبدأ يحاول العيش من أجله. أما مكانياً فهي فرصة للشخص ليبدأ مرحلة الاعتماد على النفس في أغلب الأشياء, وخاصة عندما يصبح له رقعة شخصية فلا يسمح للآخرين بانتهاكها، وبهذا سيتعلم هو الآخر بأن التدخل في أمور لا تعنيه فعلاً هو انتهاك صارخ لا يمكن تجاهله. كما أن الاستقلالية لا تعني عدم الأخذ بالمشورة , فهناك بعض الأمور والقرارات التي لا يمكن اتخاذها بفردانية بل يتم مناقشتها جماعياً في المحيط الإجتماعي .

وحرية وإستقلال المرأة في محيط أسرتها الصغيرة , أمر يدعم اللقاء والحوار مع زوجها في مناقشتهم لحياتهم الزوجية , وبالتالي تقلل نقاط الصراع بين الطرفين .

كما أنه لا يجب على الرجل في العلاقة الأسرية – لتأكيد إيمانه بحرية وإستقلال المرأة – أن يستقيل من دوره أمام أمرأته , لأن هذه الاستقالة تُحسسهم بأنهم متروكين , وإن الرجل قد تخلى عنها , كما عليه أن لا يناقض بين ما يقولوه وما يفعلوه ، بل أن يكون آذاناً صاغية وقلباً منفتحاً , فحرية وإستقلالية المرأة , لا تعني بأي شكل التخلي عن الرجل , الذي هو طرف أصيل لتكوين الوحدة الإجتماعية – الأسرة – المكونة للمجتمع الإنساني.

بقلم : سمية على