لا تتزوجيه ... إلا بعد أن تحبيه

<img  wedding-love.jpg   " alt=" لا تتزوجيه ... إلا بعد أن تحبيه" />

بالزواج يؤسس الإنسان أسرة بمحض إرادته , لأنه يبتغي العيش في ذاته بغير حدود، ويفضل أن يدخل في التزامات موضوعية تجاه الآخرين , بحيث يكون لسان حاله يقول أنه من الأولى له تحمل تلك الإلتزامات من أن يعيش وحده، فهو يريد وعن طواعية أن يقوم بواجب من أجل اكتساب صفة الانتساب إلى جماعة أسرية، والتي تصير نظاماً اجتماعياً موضوعياً يدخل فيه الإنسان وبكامل إرادته ولكن لا يستطيع الخروج منه إلا بشروط،.

تقول دراسات نفسية حديثة : "أن الزواج دون حبٍ خطر ، بل أنه أول مسمارٍ يدق في نعش الزواج , ولا يقصد بالحب القصص الملتهبة التي نشاهدها في الأفلام، ولكن الحب معناه التفاهم والتوافق والتكامل".

فدائماً ما ينجح الحب بالزواج وهذا باختصار ما توصل إليه الطبيب النفسي الإنجليزي "توني ليك" في أحدث دراسة نفسية له , فيقول الدكتور توني ليك : "بأن الزواج دون حبٍ أمرٌ مخيفٌ، لأن الإرتباط العاطفي يعني وجود اثنين معًا في رحلةٍ سوية ويتوج الاثنان الحب بالزواج حتي يمكن لهما الإحساس بالأمان".

ويضيف الدكتور توني ليك : "الإحساس بالأمان في الزواج القائم على الحب يأتي من إحساس الطرفين معًا بقدرة كل منهما على رعاية الآخر ومشاركته، والزواج القائم دون حب يجعل كلا من الطرفين غارقًاً في إحساسٍ بالعزلة والخوف والترقب والقلق ويمتلئ كل طرفٍ بالرغبة في جرح الآخر".

وهذا يجعنا نؤكد أننا يمكن أن ندفع ثمن الزواج دون حبٍ من صحتنا النفسية والعقلية , لأننا بالحب ندرك أنه بإمكاننا معًا الإنتصار على المشكلات التي نلتقي بها ولكن عندما يختفي الحب مع الزواج فنحن نلقي بمشاكلنا فوق أكتاف الطرف الآخر نطلب منه أن يحلها وحده وهكذا يصبح كل طرفٍ في الزواج دون حبٍ واقفًاً في مكانه خائفًاً يحمل فوق أكتافه مشاكل الطرف الآخر.

ويعتقد الدكتور توني ليك أنه في الزواج القائم على الحب يمتلئ قلب الإنسان بالإحساس بأنه محبوبٌ ومقبولٌ لشخصه بكل صفاته الحلوة والسيئة، وفي الزواج دون حبٍ يعرف كل طرفٍ أنه يعيش مع الطرف الآخر من أجل هدفٍ آخر كالمال أو النفوذ، وفي هذه الحالة يصبح الزوج الثري بخيلاً وتصبح ابنة صاحب النفوذ أكثر قدرةً على معايرة زوجها بما يحتاجه من والدها , وتتحول الميزة التي نتزوج طرفًا من أجلها سيفًا مسلطًا فوق رقابنا.

ويرى الدكتور توني ليك أنه في الزواج القائم علي الحب يجد كل طرفٍ القدرة علي الإنسجام مع نفسه ومع شريك حياته وعندما يختفي الحب من الزواج تصبح الحياة مع النفس عذاباً , وتصبح الحياة مع شريك الحياة عذابًا، فيلجأ الرجل إلي الغرق في عمله أو التواجد معظم الوقت مع أصدقائه خارج البيت , وتلجأ المرأة إلي قهر الأطفال أو إدمان المهدئات والسعي إلي النميمة مع صديقاتها.

بقلم : سمية على