فليكن زفافك ... عيد

بعد مرور كل عيد علينا , نحتاج أن نعمل على جعل حياتنا كلها أعياد , وخاصة يوم زفافك أيتها العروس , يجب أن تعملي أن يكون عيداً بكل معاني تلك الكلمة , حيث أن العيد هو المعنى الذي يكون في اليوم لا اليوم نفسه , فتنطلق الأمنيات عزيزة وآتية من القلب, لترصد تقويم الزمن ، وتراقب الساعات والأيام , وهي تأخذنا إلى موعد الزفاف.

والعيد في اللغة – بحسب المعجم الوسيط - من العود، حُذِفت واوه لوجود الياء، ويلازم معنى الفرح والبهجة، لما فيه من ترقّب وانتظار، إذن فالعيد يعني عودة الفرح والسرور والبهجة, وهذا ما يجب أن تعملي عليه يا عروس , فيكون زفافك له معنى كل عام , وليس فقط يوم الزفاف , بل يكون موعده إنتظارا ً لمزيد من الفرح والسرور والبهجة في حياتك القادمة.

ولما كان كل عيد يتخذ أهميته ودلالاته في نفوس البشر ، من مقدار ما تتمتع به المناسبة التي تنشاؤه من أهمية لدى أصحاب العيد ، وتنعكس مظاهر الفرح تبعاً للمناسبة المُحتفل بها , لهذا يجب أن يعكس يوم زفافك , بكل تأنق ورقي , هذه الأهمية لدى جميع المحيطين بك , ليعود في شكل ذكرى دائمة في نفوس كل الناس من حولك.

وليكن زفافك عيداً , يؤرخ به بداية حياة سعيدة مع شريك إلى جوارك , وشركاء قادمون – بإذن الله – تنعمي معهم , وينعمون بإهتمامك ومحبتك وعطفك , وذلك كما أن لكل جماعة إنسانية عيد يؤرخون به لأنفسهم.

وليكون زفافك إحتفالا ً يعكس مظاهر الفرح والسرور الداخلي , وتبدو فيه آثارهما , ولتعملي على أن يتم التوافق على انعكاس البهجة فيه على كل محيط الجميع , وليكن هذا الإنعكاس بالزينة والطعام والشراب واللباس , بدون إسراف أو مبالغة ، بالإضافة إلى لطيف الاجتماع وتبادل التهاني والتمنيات لك بتحقيق جميع أمنياتك في حياتك القادمة.

إجعلي زفافك عيدا ً , فلا تجعليه مجرد حدث يقام وينسى ، ولا إحتفال مكرر , بالنسخ واللصق ، تأكدي أن تجعليه معنى عميق يتسرب إلى نفس جميع الحضور ، ويتشربه القلب كنسمات باردة لطيفة، فتطمئن به الروح، ويعلق في ذاكرة الجميع إلى الأبد , وينتظرون عودة ذكراه كل عام.

في زفافك ليكون عيدا ً , تشاركي السعادة التي تشعرين بها مع الجميع , في كل لحظة وفي كل أوان , وعندها ستشعرين بالجميع يشاركونك سعادتهم , وبذلك تشع تلك السعادة في الجميع , وتكون الذكرى علامة أنك حولتي زفافك إلى عيد.

ولتعلمي أن مجرد قدرتك على أن تجعلي زفافك عيدا ً , هو إنتصار تضمينه إلى إنجازاتك الإنسانية , حيث أن الأنسان وحده هو القادر على تغيير معاني الزمن , فيغير مجرد يوم عادي إلى عيد , إلى فرحة وبهجة وسرور.

بقلم : سمية علي